فيروسات الكبد

فيروسات الكبد

الإصابة بفيروسات الكبد: الوقاية والعلاج


خطر الإصابة بفيروس الكبد:

يتعرض الكثيرمنا لخطرالإصابة بفيروسات الكبد، خاصة خلال فصل الصيف وأثناء السفر. تشكل آلام المعدة، والصداع، والإرهاق، وارتفاع الحرارة، أعراضًا شائعة تدل على التهاب الكبد الناتج عن فيروسات الكبد. وتُعد الإصابة باليرقان أحد أبرز الأعراض التي تلفت انتباهنا إلى هذا المرض، حيث يظهر اصفرار الجلد وبياض العينين. يحدث هذا الاصفرار نتيجة لعجز الكبد عن تصفية الدم من الخضاب الذي يسبب هذا اللون، ويعد اليرقان شائعًا لدى حديثي الولادة، خاصةً الذين يولدون قبل الأوان.
لكن اليرقان ليس هو العرض الوحيد، حيث قد يصاحبه أعراض أخرى مثل لون البول الداكن. ورغم أن وجود اليرقان لا يعني دائمًا الإصابة بالتهاب الكبد، إلا أن ملاحظة هذه الأعراض تستدعي استشارة طبية. وتجدر الإشارة 
إلى أن التهاب الكبد ليس ناتجًا دائمًا عن الفيروسات، فقد ينتج عن تناول الكحول أو بعض الأدوية.              

 فيروس الكبد A:

تلعب النظافة دوراً مهماً في الحماية من الــفيروس وغالباً ما يصاب بالـمرض الأشخاص الذين سافروا الى بلدان تكثر فيها حالات الإصابة. رغم ذلك، قد يظهر الـمرض لدى أشخاص لم يسافروا، فهو ينتقل إما مباشرة بواسطة الماء أو مأكولات تحوي الفيروس. ويتطلب الفيروس أسبوعين الى ستة كي يؤثر في الجسم وتظهر أعراضه . وتبدأ أعراض الـمرض عادة في ثماني حالات من عشر باليرقان. وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب الذي يطلب فحوصاً للدم. معظم الحالات، يشفى المريض في فترة تتراوح بين الشهر والشهرين. إلا أن المرض قد يتفاقم أحياناً ويصبح أكثر خطورة. وتجدر الاشارة الى أن المريض، بعد شفائه يكتسب مناعة ضد هذا الفيروس، مما يحميه من الاصابة بالمرض مرة ثانية. ولحماية محيط المريض من الاصابة، من المهم غسل اليدين قبل الأكل وعدم الشرب من كوب المريض تجنباً للعدوى أما الوسيلة المناسبة لتجنب الفيروس، فهي اللقاح. ويمكن أن يعطى اللقاح للأولاد قبل خروجهم واتصالهم بالمحيط الخارجي، لكن اللقاح أكثر أهمية للمراهقين الذين يسافرون الى بلد تكثر فيه حالات الاصابة بالفيروس بسبب قلة النظافة. ويجب معاودة اللقاح كل عشر سنين.

فيروس الكبدB:

يصيب الفيروس أربعة آلاف شخص كل سنة وهو ينتقل بواسطة الدم. أما انتقال الفيروس بواسطة الحقن، فقد أصبح أقل شيوعاً . علماً أن هذا الفيروس ينتقل بالوراثة، فإذا كانت الأم مصابة بالفيروس يشكل ذلك خطراً على الأولاد . إلا أنه يتم تلقيح حديثي الولادة عادة لحمايتهم. أما أعراض المرض فتظهر في اليرقان في 20في المئة من الحالات، بعد فترة شهرين إلى ستة أشهر من التعرض للفيروس ودخوله الجسم. وفي معظم الحالات يكتشف المرض في مرحلة متأخرة حين يكون المريض قد وصل الى المرحلة الخطرة ويشعر عندها بحالة إرهاق مستمرة. وفي هذه الحالة، تجرى فحوص لدم المريض تتم بعدها المعالجة، إلا أنه في حالات نادرة يمكن أن يتفاقم المرض ويؤدي الى تدمير الكبد. وفي 20 في المئة من الحالات، يمكن أن يتطور فيروس الـمرض الى تشمع الكبد مما قد يؤدي الى سرطان في الكبد. ويمكن أن تمر فترة 30 سنة بين الاصابة بالفيروس والاصابة بسرطان الكبد. وفي حال تفاقم المرض هناك علاجات ضرورية. رغم ذلك، في 15 في المئة الى 30 من الحالات، يظهر الفيروس مجدداً بعد فترة لا تزيد عن العام. ولا بد من احتياطات ضرورية لحماية محيط المريض إذا لم يلق الأشخاص المحيطون اللقاح ضد الفيروس: فيجب عدم استعمال أغراض المريض التي قد تتسبب بنقل الدم كأدوات الحلاقة والمقص وفرشاة الأسنان. بالنسبة الى الطفل الوليد، لا يعتبر اللقاح ضرورياً إذا لم تكن الأم مصابة بالفيروس. رغم ذلك، من الأفضل إعطاء اللقاح للأطفال في سن مبكرة لأنه يكون أكثر فاعلية. بالإضافة الى ذلك يعتبر اللقاح ضرورياً للأشخاص الذين يعملون في مجال الطب والأشخاص المعرضين لالتقاط الفيروس بشكل عام كالذين يسافرون كثيراً. إلا أنه يستحسن عدم إعطاء اللقاح للأشخاص الذين لديهم حالات تصلب في الأنسجة سكليروسيس في العائلة.

فيروس الكبدC:  

  ينتقل الفيروس فقط بواسطة الدم. إلا أن استعمال المعدات الطبية التي يمكن رميها بعد استعمالها أي التي تستعمل مرة واحدة خفض نسبة الإصابات.   
وتعتبر الحالات التي ينتقل فيها الفيروس بواسطة العلاقات بالوراثة نادرة وغالباً ما يصاب المريض بالفيروس دون أن يعلم بذلك، فلا يظهر اليرقان إلا في 10 في المئة من الحالات ويشفى 20 في المئة من المرضى دون علاج. رغم ذلك، يمكن أن يصبح الفيروس أكثر خطورة، فيتطور ويتفاقم تدريجاً . وفي 20 في المئة من الحالات يتحول اللفيروس الى تشمع في الكبد بعد عشر سنين الى عشرين، وفي هذه الحالة تظهر خطورة تحوّل المرض الى سرطان الكبد، بنسبة 3 في المئة . واكتشاف المرض في بداياته يلعب دوراً مهماً في معالجته، بحيث يكون الشفاء منه أكثر سهولة. ولا يخضع المريض الى العلاج، إلا إذا أصيب الكبد . إلا أنه من الضروري مراقبة المريض وإخضاعه لفحوص دورية كل أربعة أشهر الى ستة . وعادة، إذا تفاقم المرض وتحول الى تشمع في الكبد، تكون عملية زرع الكبد ضرورية. ويعتبر علاج الـمرض صعباً، ويؤدي الى شفاء كامل لنسبة 40 في المئة من المرضى. أما الاحتياطات اللازمة لحماية الأشخاص الذين يحيطون بالمريض من الـفيروس فتقضي أولاً بعدم استعمال أغراض المريض التي قد تحوي الدم كآلة الحلاقة، لكن يمكن استعمال أغراضه العادية دون خطر كالمنشفة والملابس.

فيروسات أخرى:

فيروس الكبدD:
 يصيب هذا الفيروس الأشخاص الذين يعانون بالفعل من فيروس الكبد B مما يزيد من حدة الأعراض.   

فيروسالكبد E
ينتقل هذا الفيروس النادر عبر الماء في المناطق النامية، وقد يؤدي إلى فشل كبدي حاد بنسبة 1-2% من الحالات. 
ترتفع هذه النسبة إلى 20% لدى النساء الحوامل المصابات.


الوقاية خير من العلاج: 

للوقاية من فيروسات الكبد:تجنب تناول الأطعمة الملوثة وغير المعلومة المصدروتجنب التعرض لدم ملوث بقدر الإمكان.أما بالنسبة للتطعيمات فهناك تطعيم وقائي ضد فيروس B، ويصنع هذا التطعيم من خلال الهندسة الوراثية، ويؤخذ على هيئة ثلاث جرعات: جرعة ثم تليها جرعة ثانية بعد شهر، ثم جرعة ثالثة 
بعد 6 أشهرعن طريق الحقن، ويستحسن أخذ جرعة منشطة كل عام، وهناك أيضاً الآن التطعيم ضد فيروس A.
  
متى يؤخذ التطعيم؟ يجب أن يأخذ هذا التطعيم كل الأصحاء المعرضين لهذه الأمراض، وخاصة فئة الأطباء والجراحين والممرضات المخالطين للمرضى.. ولكن التطعيم لا ينفع ولا يكون له أي تأثير طالما دخل الفيروس الجسم، ولذلك يجب أن يتم التطعيم قبل الإصابة بالفيروس.

  وماذا حول تنظيم طعام المريض بفيروس الكبد ؟ المريض بفيروس A ينصح بعدم الإسراف في الأكل، ويستحسن تجنب الدهون والزيوت والسمن في فترة المرض إلى أن تتحسن نسبة الصفراء في دمه.والمريض بفيروس التهاب الكبد المزمن نتيجة الإصابة بفيروس B أوC يمكنهم تناول جميع أنواع الطعام بدون إسراف.والمريض الذي يعاني من فشل كبدي أو شبه غيبوبة كبدية ينصح بالتقليل من كمية اللحوم والبروتينات. 

  خاتمة

يلعب الوعي والمعرفة بأعراض وطرق انتقال هذه الفيروسات دورًا كبيرًا في الوقاية منها، مما يحمي الأفراد والمجتمع من خطر الإصابة بأمراض الكبد..

                                                                                 

                                                     



تعليقات