حكيم الشام :أبو محمد الجولاني
النشأة والتعليم:
وُلد الشرع في الرياض لعائلة سورية من بلدة فيق في الجولان. انتقل مع عائلته إلى دمشق في عام 1989، حيث استقروا في حي المزة. درس الإعلام في جامعة دمشق، لكنه لم يُكمل دراسته، إذ غادر إلى العراق عام 2003 تزامنًا مع الغزو الأمريكي، وانضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.المسيرة العسكرية:
في العراق: بعد انضمامه إلى تنظيم القاعدة في العراق، ارتقى الشرع في صفوف التنظيم وأصبح مقربًا من الزرقاوي. بعد مقتل الزرقاوي في عام 2006، اعتُقل الشرع من قبل القوات الأمريكية واحتُجز في معسكر بوكا حتى عام 2008. بعد إطلاق سراحه، استأنف نشاطه العسكري وعُيّن رئيسًا لعمليات دولة العراق الإسلامية في محافظة نينوى.في سوريا: مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، لعب الشرع دورًا محوريًا في تأسيس جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، بهدف محاربة نظام بشار الأسد. تحت قيادته، أصبحت جبهة النصرة واحدة من أقوى الجماعات المسلحة في سوريا. في عام 2013، رفض الشرع محاولة أبو بكر البغدادي دمج جبهة النصرة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مما أدى إلى صراع مفتوح بين الجماعتين.
التحولات السياسية:
في عام 2016، أعلن الشرع قطع علاقات جبهة النصرة مع تنظيم القاعدة، وأعاد تسمية الجماعة إلى جبهة فتح الشام، ثم دمجها مع فصائل أخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام في عام 2017. سعى الشرع إلى تقديم نفسه كقائد أكثر اعتدالًا، مؤكدًا أن جماعته لا تشكل تهديدًا للدول الغربية، وركز على الحكم المحلي في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة في شمال غرب سوريا.
التطورات الأخيرة:
في ديسمبر 2024، قادت هيئة تحرير الشام بقيادة الشرع هجومًا أدى إلى سقوط نظام بشار الأسد ودخول دمشق. بعد ذلك، التقى الشرع بشخصيات سياسية بارزة، بما في ذلك فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري السابق، ودعاه للمشاركة في حوار وطني بهدف تشكيل مستقبل سوريا.
مواقف دولية:
في مقابلات حديثة، أكد الشرع أن تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب إقليمية أو حتى عالمية، مشيرًا إلى أن وجود الميليشيات الأجنبية في سوريا كان مصدر قلق للدول المجاورة.
الخلاصة:
أحمد الشرع، أو أبو محمد الجولاني، هو شخصية محورية في الصراع السوري، حيث تنقل من قيادة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة إلى قيادة هيئة تحرير الشام، التي لعبت دورًا رئيسيًا في الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. يسعى الشرع حاليًا إلى تشكيل مستقبل سياسي جديد لسوريا من خلال دعواته لحوار وطني ومشاركته في لقاءات مع شخصيات سياسية بارزة.