ألفريد نوبل

 

ألفريد نوبل

ألفريد نوبل

يُعد ألفريد نوبل شخصية بارزة في التاريخ الحديث، حيث أسهمت اختراعاته وأفكاره في تغيير مسار العديد من المجالات العلمية. رغم كونه مخترع الديناميت، إلا أن إرثه الحقيقي يكمن في تأسيس جائزة نوبل، التي تُكرّم الأفراد الذين قدموا مساهمات متميزة للبشرية. من خلال قصة حياته، نستعرض كيف تحولت رؤيته للاختراعات من مصدر للدمار إلى أداة لخدمة البشرية. 

وُلِد ألفريد نوبل في21 أكتوبر1833م في ستوكهولم، عاصمة السويد. كان ابناً لعمانوئيل نوبل، الذي تمكن من تحقيق الثراء من خلال العمل في مجال الألغام البحرية، مما أتاح لألفريد وإخوته فرصة تلقي تعليم رفيع. بحلول السابعة عشرة من عمره، كان قد أجاد خمس لغات: السويدية، والروسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية. كما أظهر نوبل منذ صغره اهتمامًا كبيرًا بالعلوم، خاصة الكيمياء، مما دفعه لدراسة العديد من الموضوعات المعقدة.
بدأ والده في إنشاء مصنع لتصنيع النيتروغليسرين، وهو مركب شديد الانفجار. ورغم النجاح الأولي، تعرض المصنع لانفجار كارثي عام1864م، أدى إلى وفاة شقيقه الأصغر إميل وأربعة من العاملين. هذه الحادثة جعلت نوبل يدرك المخاطر المرتبطة باختراعاته، وأثرت بشكل كبير على رؤيته للمسؤولية الاجتماعية.

في عام1866م، استطاع نوبل ضبط استخدام النيتروغليسرين، ليخترع الديناميت، الذي حصل على براءة اختراعه. أدى هذا الاختراع إلى تهافت شركات البناء والمناجم والقوات المسلحة على شرائه، مما ساهم في إنشاء عشرات المصانع حول العالم وجني ثروة طائلة، مما جعله واحداً من أغنى أغنياء عصره. نال نوبل براءات اختراع عديدة في مجالات مختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا الحيوية والمواد المتفجرة.لكن مع تقدم الزمن، أدرك نوبل عواقب اختراعه على البشرية. وفي وصيته التي كتبها في نوفمبر1895م، قرر تخصيص جزء كبير من ثروته لتكريم من يسهم في خدمة البشرية عبر جائزة تحمل اسمه.

 توفي نوبل في10 ديسمبر1896م في مدينة سان ريموالإيطالية، مخلفاً وراءه ثروة قدرت بحوالي 30 مليون كورونا سويدية.

تُوزع جوائز نوبل في مجالات محددة تشمل الكيمياء، والفيزياء، والطب، والأدب، والسلام العالمي. منذ بدايتها، حصل العديد من الشخصيات البارزة على هذه الجوائز، مثل ماري كوري، التي كانت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، وإلينور روزفلت، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام. ومن العائلات البارزة التي حصلت على الجائزة أكثر من مرة، عائلة كوري، التي حصد أفرادها جوائز عدة في مجالات متنوعة.

علاوة على ذلك، تتميز جائزة نوبل بكونها واحدة من أرقى الجوائز العالمية، حيث تُعتبر معيارًا للتميّز والإبداع. ويتم اختيار الفائزين من خلال لجان مستقلة، مما يضمن نزاهة العملية.

لقد ترك ألفريد نوبل وراءه إرثاً عظيماً يتجاوز اختراعاته. من خلال جائزة نوبل، نجح في تحويل نتائج أبحاثه إلى مكافآت تُشجع على السلم والإبداع في مختلف المجالات. تظل جائزة نوبل رمزاً للتميز والالتزام بخدمة الإنسانية.

تعليقات